الأحد، 25 سبتمبر 2016


            
☆ يكتبها لكم / هانى يوسف ☆

      فى احدى المنازل العشوائية بأحدى ضواحى القاهرة نشأ ادهم وترعرع بين اناس لم يحالفهم الحظ من التعليم حيث يعمل والدة فى بيع الملابس على احدى ارصفة الميادين وتعمل والدتة خادمة فى احدى الشقق لمحامية كبيرة وعاش ادهم بين ابناء جيله حتى كبر واصبح فى العشرينات من عمرة وبدأت احلامة وطموحة تكبر معه يوما بعد يوم فحلم مرة بالثراء ومرة بامتلاك افخم انواع السيارات ومرة بامتلاك شالية فى الساحل الشمالى حتى بدأ على التمرد من عيشتة الفقيرة فجلس يوما بمفردة ليلا فى حديقة يفكر كيف يبدأ مشوارة فى تحقيق احلامة وبالفعل بدأ يفكر فى الهجرة لاوروبا لاذهار اقتصادها وبدأت عينة تلمع والابتسامة تعلو وجهة ..



هذا فقط لان احلامة صورت له وضعة عندما يعود من اوروبا محمل بالشنط والهداية ومعة زوجة اوروبية منحت له الجنسية بسهوله وشراء سيارة فارهة وفيلا وحراس وبداية انشاء مشروع تجارى ويكون اكبر بيزنس مان فى مصر وفاجأه قطع هذا الحلم صوت يأتى من خلفة يقول له :
        انا اعلم ان لك طموح وتريد تحقيق احلامك فبدأ ادهم يستدير فى اتجاه هذا الصوت ليجد رجل فى اواخر الاربعينات من العمر ويرتدى ملابس فاخرة تدل على انه رجل مرموق وخلفة سيارة هامر ضخمة مفتوحة من ناحية باب السائق تدل على انها ملك هذا الرجل فبدأ هذا الرجل يقطع افكار ادهم ويقول له :
       انا ايضا يابنى لى احلام اريد تحقيقها فرد ادهم كيف يكون لك احلام ولك مثل هذه الملابس التى لو عملت أنا 10 سنوات لن استطيع شرائها وأيضا تملك هذه السيارة الفارهه التى لن تستطيع الدخول بها فى ضواحى الحى الذى اعيش به فقاطعة الرجل قائلا بالفعل يابنى اننى ثرى جدا ولكن فقط احلم بشئ واحد ولا استطيع تحقيقة وانت تملك ما احلم به فرد ادهم بعصبية وأستنفار على هذا الرجل قائلا :
        اتسخر منى ياهذا لاننى فقير ولا املك حتى شراء احلامى فقال الرجل وما احلامك يابنى فسرح ادهم فى ملكوت الكون قائلا مبتسما بحزن اريد العمل فى اوروبا وفى شركه صناعية كبرى واحصل على مرتب كبير جدا واتزوج من فتاه اوروبية جميلة وساحره واعود الى وطنى ثريا وشراء كل ما حرمت منه فرد الرجل قائلا :
       لك ما طلبت يابنى انا لدى شركات مقاولات فى معظم دول اوروبا سوف ارسلك الى اى دوله تختار فى احدى شركاتى وتكون مسؤلا لها ولديك سكرتيرة ومكتب وساعى يخدم عليك .
فتعجب ادهم من قول هذا الرجل فمن الواضح انه يستطيع فعل ذلك ولكن كيف يأمن له بكل بساطة ولا يعلم عنه شيئا ويحقق له كل احلامة فى اقل من لحظة كيف يعطية مسؤلية شركة ولا يعرف مؤهلاتة كيف وكيف قذفت عده اسئلة الى ذهن ادهم ولكن سرعان ما استفاق ادهم من وهله التفكير والعودة الى ارض الواقع فنظر ادهم الى الرجل قائلا :
       ياهذا انا شاب فقير ليس لدى ما اعطيك اياه فإذهب من هنا واتركنى لاحلامى التى غالبا لن تتحقق .
قال الرجل لادهم مبتسما وهو يخرج من جيبه شيك بمليون جنية  قائلا :
        لك هذا الشيك لكى تصدقنى اننى اريد مساعدتك ولك مثله بعد اعطائى ما ابحث عنة وهذا غير تحقيق حلمك لو احببت السفر والعمل والزواج فى اوروبا .
         اندهش ادهم من قول هذا الرجل وبدأ يسأل نفسة هل هذا مزاح هل هى الكاميرا الخفية هل هذا الرجل جنى وأتى الية فى هذا الظلام ليلعب بأحلامة وفجأه خرج ادهم من دهشتة قائلا للرجل :
      وماهو هذا الشيئ الذى تبحث عنة واننى املكة ولا اعلم عنه شيئا فتبسم الرجل وقال له وهو يعلم ان القبول يملأ وجهه ادهم قائلا :
          سوف نعقد اتفاق سويا اذا قبلت فلك ما اتفقت عليه معك وهو منحك هذا الشيك كبداية تعاقد ولك مثله ومضاف علية تحقيق حلمك فى العمل والسفر والزواج فى اوروبا .
فرد علية ادهم قائلا
         وما هذا الاتفاق .. فقال الرجل لادهم :
   انا يابنى متزوج منذ عشرون عاما ولم يرزقنى الله بطفل فأنا عقيم ولن انجب نهائيا ورغم ثرائى لم استطع فعل شيئ وسافرت جميع دول العالم بدون فائدة فى العلاج فهذا ما اطلبة منك .
    اندهش ادهم وقال له
            وما المطلوب منى فأنا لست طبيب ولست ساحرا لكى اجعلك تنجب وتحقق حلمك فى انجاب طفل .
           نظر الرجل الى ادهم قائلا :
           سوف احقق لك احلامك وتحقق لى احلامى فقط اريدك ان تجرى عمليه استئصال للخصيتين وزرعها لدى ولدى الجراح الذى سوف يقوم بهذا العملية البسيطة وبعدها تملك كنوز الدنيا وتحقق احلامك فما قولك ... 
  صعق ادهم من قول هذا الرجل ونزل طلب هذا الرجل على راس ادهم كالقنبله المميتة فهذا طلب غريب ومستحيل ..واستكمل الرجل حديثة قائلا :
    لا تجيب على طلبى هذا الآن فقط فكر فى هذا العرض قليلا وراسلنى وهذا الكارت به عنوانى وهاتفى الشخصى اتمنى ان تكون ذكيا وتختار احلامك وتعمل على تنفيذها فالعمر قصير واقدم لك عرض لن يعرض عليك طوال حياتك فأمامك يومين فقط للتفكير وهذا الشيك يستحق الصرف بعد 3 ايام فقط وبعدها لن تستطيع صرفة فأنا فى انتظارك .. وذهب الرجل وترك ادهم مذهولا ينظر الى الشيك وبداخل رأسه اسئله بدون اجابات وذهب ادهم الى منزله ودخل غرفتة وجلس على سريرة ينظر الى الشيك وبدأت الاسئلة تنزل على رأسة .. هل يتخلى عن احلامة هذه ام يقبل العرض ؟ ولكن لن يستطيع انجاب طفل بعد موافقتة على هذا العرض وبعد تفكير استغرق حتى ان سمع اذان الفجر ونظر من شباك غرفتة ووجد اب ومعة طفلين من ابناءة ممسكين ايدى ابيهم ويضحكون فرحين بالذهاب الى الصلاه مع والدهم وهنا سأل ادهم هل هى سعادة حقيقية وهل بعد اداء الصلاه سيكونون فرحين هكذا رغم ان ابيهم يعمل باليوم وعلى حسب الاحوال هل يستطيع هذا الاب توفير الرخاء لابناءة هل يستطيع هذا الاب على المقدرة على صرف اموال على ابناءة مثل التعليم والصحة وشراء ملابس ولعب .. الاجابة لن يستطيع هذا الاب توفير كل هذا لابناءة لكى يعيشون السعادة الحقيقية فقال ادهم السعادة ليست فى الابناء بل فى حياه الانسان فى تحقيق احلامة فى الثراء وعمل كل شيئ بالاموال فالاموال هى قوة الانسان فى هذا الكوكب لغة المال هى المحرك الاساسى لهذا الكون الفسيح وعند شروق الشمس نزل ادهم من منزله ذاهبا الى عنوان هذا الرجل يعلنة بموافقتة على عرضة وبالفعل تم توقيع كل منهم على الاتفاق فى عقد تنازل على جزء من اعضاء جسد ادهم وبعد اجراء العملية بنجاح وبعد حصول ادهم على الاموال ذهب ادهم الى استراليا وعمل فى شركة كبرى بمرتب كبير وبعد سنة اصبح ثريا جدا واعجب ادهم بفتاه اوروبيه فى قمة الجمال الخلاب وساحرة وفاتنة واهتز قلب ادهم تجاه هذه الفتاه وتعرف عليها وخرج معها فى اول لقاء وتكررت اللقاءات بينهم وشغف ادهم بيها كثيرا حتى اصبحت جزء من حياته لا يستطيع التخلى عنها لحظه وطلب ادهم الزواج بها ووافقت وكان فى قمة سعادتة الان فقط تحقق كل احلامة بالثراء والعمل فى اوروبا وفتاه ساحره الجمال  واعلن زواجه بها وحضرت عائلتة من القاهرة وانتهى الزفاف وكان فى قمة سعادتة بها لاول مرة يشعر بأن كل احلامة تحققت وسيعود الى وطنة بزوجتة وانشاء مشروعة التجارى الخاص وشراء فيلا فى ارقى الاحياء وشراء شالية خاص به بالساحل الشمالى فى احدى القرى السياحية الكبرى الان تحقق حلمة والان هو فى قمة سعادتة والان اخذ من الدنيا ما حرم منة وعاش اجمل ايامة مع زوجتة وبعد سنة عاد للوطن وهو من اكبر المستثمرين وانشأ المشروع التجارى وافتتح عده مصانع وشركات حتى سمع صيتة فى مصر بأكملها وبعد كل هذا من تحقيق احلامة وغرقة وسط الاستثمارات ومتابعة حركة سوق العمل لشركاته الكبرى والسفر اجميع دول العالم فبدأ يراودة حلم انجاب طفل فالعمر سرق منة فى جنى الاموال والاستثمارات والمشاريع الضخمة بدأ يحلم بطفل يحمل عنه كاهل هذه الثروة الطائله ويحمل اسمة بعده ولكن كيف ...؟
   لقد استأصل اهم جزء فى حياتة واستغنى عنة مقابل كل هذا بدأت حياتة يوما بعد يوم تشتد علية من امراض فى القلب والرئه وصعوبة التنفس وبدأ يهمل استثماراتة وخسر جزء كبير من امواله فى البورصة وبدأت حياته تتدهور مع زيادة اصرارة فى انجاب طفل يحمل اسمة وامواله واعادة تشغيلها ولكن كيف يفعل هذا ..
  ركب ادهم سيارتة الفارهة يتجول فى شوارع القاهرة ليلا وذهنة يعود به لعشرون عاما مضوا عندما طلب منة هذا الرجل التبادل وهنا فكر ادهم فى ان يذهب الى هذا الرجل ووجدة كهلا عجوزا ضعيفا مقطع الثياب وبيتة ليس به اى شكل من اشكال الثراء فهل فقد امواله هل فقد صحتة هل فقد استثماراتة ووسط هذه الاسئله سمع ادهم صوت 3 شباب وفتاه جميله متجهين ناحيته فقالوا له :
         كيف نستطيع مساعدك ؟
   فقال لهم ادهم :
     ومن انتم فقالوا نحن ابناء هذا الرجل فقال ادهم :
وماذا حدث لوالدكم هل فقد استثماراتة وامواله وبيتة وسيارتة وملابسة الفاخرة .. فرد احد الابناء قائلا :
 ياهذا وما قيمة كل هذا ونحن سعداء مع ابينا .. لقد علمنا والدنا ان الاموال لا تأتى بالسعادة بل نحن من نأتيها بالحب والخير وراحة البال .. فأثنى ادهم ركبتة جالسا عليها امام هذا العجوز قائلا :
   اتذكرنى ايها العجوز  .. فنظر الية العجوز ببطئ وقال :
     نعم انت الغبى الذى اشتريت سعادتى منه مقابل الاموال .. فذهل ادهم من اجابة الرجل العجوز قائلا بغضب :
غبى ... ؟ اتقول على غبى واعطيتك سعادة حرمت انا منها 
فرد العجوز مبتسما : وهل انا من حرمتك منها  ..
رد ادهم علية بعنف : نعم استغليت فقرى فى شراء احلامى وانا الان اريد استعادتها منك وتحصل انت على اموالك ..
ضحك العجوز ضحكة عالية رجت اركان المنزل قائلا
    اتطلب من الميت ان يعود للحياه .. يابنى انا يوما كنت فقيرا وكنت اجلس حيث وجدتك اول مرة حيث اتانى رجل وطلب منى نفس ما طلبت منك وكنت غبى مثلك تماما واستغنيت عن سعادتى مقابل الاموال وبنيت ثروة طائله وبدأت بالشعور بالحنين الى طفل يحمل اسمى ورفض الرجل الذى اخذ منى سعادتى واعطانى الاموال برجوع ما اخذه منى ... وضاق صدرى وضاق التنفس حتى شعرت اننى سوف اموت قبل تحقيق حلمى فى انجاب طفل ونزلت راكبا سيارتى لا اعلم الى اين اذهب حتى عدت الى مكانى الذى كنت اجلس به ووجدتك . وهنا قررت تجربة نفس قصة هذا الرجل الذى طلب منى مبادلته مقابل الاموال ووافقت وبالفعل عرضت عليك هذا العرض مثل ما طلب منى الرجل الذى بادلنى واخذ جزء من جسدى وانت وافقت وكنت غبى مثلى تماما .. الان تريد مبادلتى وتأخد سعادتى مقابل رجوع تعاستى .. وهنا هب ادهم من مكانه مسرعا خارجا من منزل العجوز راكبا سيارتة يتجول بها فى شوارع القاهرة وبدأت تنتابة ضيق فى التنفس ووقف بسيارتة الفارهه فى نفس المكان الذى أتى الية عندما كان فقيرا ويحلم بعودة الزمن للخلف ليرفض عرض هذا الرجل ولكن الزمن لا يعود ونزل من سيارتة ليستنشق بعض الهواء واذ يجد شاب فى العشرين من العمر يجلس مشرد الذهن فى نفس مكانه الذى كان يجلس فية ويحلم بالثراء والسفر .. واقترب ادهم من هذا الشاب قائلا : 
   انا اعلم ان لك طموح وتريد تحقيقها .. فألتفت الشاب الية مبتسما قائلا
   بالفعل انا لى طموح اريد تحقيقها .. ابتسم ادهم فرحا فقد وجد ضالتة اخيرا لاستعادة سعادته الذى اهدرها يوما وقال :
سوف احقق لك احلامك فى السفر والزواج والثراء .
ابتسم الشاب قائلا :
انا املك كل هذا .. استغرب ادهم من رد الشاب فأستكمل الشاب قوله :
انا دائما اسافر الى الله مناجيا اياه اعطائى سعادة الاخرة .
وانتظر الزواج من حور عين الجنة التى هى جمال ليس بعدة شيئ .
وانا ثرى بطاعتى لله عز وجل .. فلا احتاج اى شيئ غيرهم لاكون سعيد فى حياتى وآخرتى .. وذهب الشاب من امام ادهم وهنا ادرك ادهم انه باع دنياه وآخرته وخسر كل شيئ ..  الصحة والمال والذرية والسعادة ....،
ارجو ان تنال رضاكم
والى لقاء اخر ان شاء الله 
هانى يوسف

ليست هناك تعليقات: